الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة عرض «ديسلكسي» لمحمود التركي: حبات فرحة موسيقية خافقة

نشر في  16 ماي 2017  (15:02)

من وراء أسترة خيمة «السعادة الموسيقية» أطلّ الفنان محمود التركي ليقدم يوم السبت 13 ماي بقاعة الريو بالعاصمة عرض "ديسلكسي" بمشاركة الفنانة نسرين جابر والأستاذ زهير قوجة فضلا عن العازفين محمد بن صالحة (ناي) ومحمد أنيس مستاوي (قيثارة) وإلياس بلاقي (اورغ) وعزيز بلهاني (إيقاع) ومحمد خشناوي (باتري) وعصام اللبان (باس).

من هذه الخيمة الرحبة، أطلّ التركي ليقدم وصلة موسيقية ذات روح تونسية لكنّها منفتحة على موسيقات إفريقية وأخرى عربية... تخاتل ألحان محمود التركي المستمع متلاعبة بجغرافيا توحي بطابع محلي لكنّها سرعان ما تقوده الى ثنايا النغم المنفتح سواء كان من التراث أو من الحديث وذلك بالاستعانة بقدراته الصوتية التي تعطي للكلمات تارة منحى تصاعديا ومنحى خافتا تارة أخرى.

ومن بين الأغاني التي قدمها محمود التركي في عرضه، نذكر "حنين" (كلمات سمير طعم الله) و"كايني" التي أداها رفقة الصوت المميز نسرين جابر و"غمض عينيك" (كلمات أحمد شاكر بن ضية) والتي شاركه فيها الأستاذ زهير قوجة على الأكورديون و"هيبة الدولة" الأغنية ذات الطابع الكوميدي المشاكس و"حتى نفس" المُحلقة ألحانها بين سحب دافئة.

ومن خلال هذه الاختيارات يتراءى خيار محمود التركي الموسيقي، خيارا متينا يتداخل فيه انتقاء الكلمة المشحونة بالأحاسيس سواء كانت عاطفية أو ثائرة أو باحثة عن نفس يحاكي الروح مع اختيار اللحن الذي يذهب الى المنعرج بعيدا عن المتداول ويشكل أسلوبا فنيا مخصوصا: تونسيا في لبّه ومتحررا في الآن نفسه من كل القوالب.. هكذا بدا لنا محمود التركي في عرض «ديسلكسي»، مغردا خارج السرب ورافعا راية صوته عاليا، صوت بطاقة رهيبة يمكن أن تذهب بالمستمع إلى أقاصي الحلم الموسيقي.

هذا دون أن نغفل عن السينوغرافيا والإضاءة التي سهر على تنفيذها فريق «كُلاب» والتي أعطت للعرض بعدا سرياليا حالما، فهذا الفنان المتخفي وراء جدارية الألوان والأشكال المتنوعة بإمكانه أن يخترق حجب الأمكنة ليشدو بلين وقوة موسيقى تمس الأعماق. بين الحجب والكشف، علت أنغام محمود التركي في الأرجاء، ناثرة حبات فرحة موسيقية خافقة.

شيراز بن مراد